الكتاب يهدد الواقع السياسي للمجتمع
بقلم: رســـل الخــفاجــــي
قراءة الصحف اليومية ، وتصفح الانترنت ، ومشاهدة البرامج التلفزيونية ، وحفظ المعلومات العامة : لا يمكنها أن تصنع مثقفاً حقيقياً .
الثقافة والوعي والمعرفة : تجدها في الكتب .
الكتب تجادلك وتحاور عقلك .. بينما البقية تتعامل معك كمستهلك !
إن الثقافة الحقيقية تأتي من أمهات الكتب في منأى عن مستجدات العولمة ، أن هذا لا يعني بالضرورة الاستغناء عنها لأنها من متطلبات العصر ، لكن ساعة واحدة في اليوم نتصفح فيها كتاب ما تغذي عقولنا بشكل كبير و تعلم كلمة كل يوم من أمهات الكتب يجعل عقولنا تتفتح ، الثقافة الحقيقية هي معرفة شئ من كل شئ ، و سابقا كان يقال ان " مصر تؤلف و بيروت تطبع و بغداد تقرأ " اليوم ضاع هذا المفهوم من حياتنا ، قد يتبادر إلى أذهاننا لماذا أبتعد الفرد العراقي عن ورقات الكتاب الذي هو أقرب صديق لأي شخص ، حاولت من خلال البحث و السؤال أن أجد الإجابة الحقيقية تكمن في العديد من لأمور ، أولها الوضع السياسي و الاقتصادي الذي يعيشه مجتمعنا العراقي هذه الأيام فالصراعات الكبيرة التي يعيشها الشارع العراقي تجعل كل منا يضيع في دوامة كبيرة من المشاكل و المعاناة فمن دوامة الصراعات السياسية الكبيرة التي تؤجج الوضع الأمني و التي يذهب ضحيتها عشرات المواطنين العزل الى الوضع الاقتصادي السيئ و غلاء المعيشة ناهيك عن دم توفر الخدمات التي أصحبت تستغلها الأجندات السياسية من أجل تحقيق مآربها و مطامحها في الحصول على أكبر عدد من المقاعد البرلمانية متناسية تماماً أن هذه المقاعد وجدت أصلاً من أجل خدمة المواطن لا من أجل تحقيق المصالح الخاصة ، و لا يمكننا أن نغض النظر عن تغيير المناهج الدراسية و عدم الثبات على منهاج دراسي ثابت ، ففي كل سنة يتم تغيير المنهج الدراسي وفقاً لما يتناسب مع أفكار و مصالح الحزب الذي يحصل على تلك الوزارة التي أصبحت تسيس عقول أجيالنا القادمة وفقاً لما يتناسب مع رغباتها و معتقداتها ، كل تلك الأمور نأت بالفرد العراقي إلى عالم بعد كل البعد عن الكتاب الذي هو أساس التطور و التقدم الحقيقي ، أن وسائل الإعلام أصبحت هي الأخرى مسيسة بعيدة كل البعد عن الحيادية و الموضوعية التي من شأنها أن تقدم خدمة للمجتمع ، و غلب عليها طابع تجاري من خلال عرض ما لا يليق بالمجتمع العراقي و لا يتوافق مع الدين و الأعراف التي تربينا عليها ، هذا الواقع المريب يهدد المجتمع بأجيال تقدس الأمور التي تجرف المجتمع إلى الانحلال الكامل ، و قد نستيقض صباحاً نجد أنفسنا نعيش في أنحلال الغرب ، إن شبابنا نسي تماماً طعم قراءة الكتب بل إن الكارثة الحقيقية هي أنه بدأ يسخر من أي شخص يمسك بيده كتاب ، هذا ما ينسجه لنا الغرب و هذا ما تصنعه لنا عولمة الغرب ، لذلك نرى أن مقاهي الانترنت عادة ما تكون مزدحمة بل في بعض الأحيان نرى العديد من الشباب يجلسون على مقاعد الانتظار لحين انتهاء أحد المستخدمين فيجلس محله في حين أن المكتبات العامة أوشكت على الانقراض و أصبحت شبه مهجورة ، و النخبة التي تبحث عن الكتاب نجد العديد منهم يبحثون عنه من أجل بحث ما أو دراسة ، ما أسوء هذا الواقع الذي نعيشه و ما أسوء الجيل الذي نتطلع إليه ليبني المستقبل ، عراق الحضارة أصبح اليوم عراق العولمة ، سيطر عليه تيار الشمال ، هم الشباب الأول هو الحصول على أفضل شبكة انترنت و أحسن أنواع أجهزة الموبايل بأكثر من شبكة ، لم نعد نتذكر متى تصفحنا آخر كتاب و ما هو أسمه ، لكننا في الوقت ذاته لا ننسى أبداً أن ندخل إلى العالم الرقمي من خلال تصفح الانترنت و دخول مواقع الدردشة التي تضيع وقتنا دون وعي منا لذلك ، و هذا هو ما تصبو إليه الأحزاب السياسية من أجل تحقيق مآربها و تسيير أجنداتها الخفية و هذا هو ما نحققه لهم من خلال الانجراف الكبير لرغباتهم دون وعي ، أن الحياة الهانئة الحقيقية هي التي نسجها لنا علمائنا في ورقات مطبوعة لواقع يسمو بنا إلى أعلى المراتب ، الكتاب ـ القراءة تعني معرفة شئ عن كل شئ و بالتالي تعني أن نرتقي بالواقع العراقي إلى مراتب عالية أصبحنا اليوم بعيدين عنها كل البعد ، و أنا على يقين أننا لو تصفحنا كتاب و قرءنا لمدة ساعة كل يوم فسوف نعيش الهدوء و الأمن نجد الاستقرار الذي نبحث عنه .
الرد والمشاركة في موضوع الأخت رسل الخفاجي
أنور العراقي
تحياتي لكٍ أختي رسل وموضوع مفيد وهو واقعنا اليوم لأننا اتجهنا إلى العالم الافتراضي وتركنا العالم الحقيقي الذي طالما ولازال إلى يومنا هذا هو العلم الحقيقي ولا نجد اليوم إلا القليل من يتجه لقراءة الكتب الذي تحتوى على العلوم الصادقة والمعروفة وأنا بصراحة أعجبت بهذا الموضوع ولأنه له واقع حقيقي ((واقع لا محال)) جعلته موضوع مهم وأدرجته في مدونتي هذه وأحببت أن يرجع القراء إلى الكتب ولا اقول ترك الانترنت فهو أيضا مفيد وهو بوابة المعرفة وطريق التواصل مع الآخرين إلا انه سلاح ذو حدين ولكن على العاقل أن يسلك الطريق الصحيح والمفيد لكي لا يضيع في الطريق الخطأ هذا ما أحببت أن أدرجه للقارئ لعله يفيده وشكراً لكم
أنور العراقي
0 التعليقات:
إرسال تعليق